إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
حاجة البشر إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
160916 مشاهدة print word pdf
line-top
هل كتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- شيئا من أمر الدين مداراةً ؟

وسئل فضيلة الشيخ: هل كتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- شيئا من أمر الدين مدارة خوفا على الدعوة؟
فأجاب: لا يجوز اعتقاد ذلك، فمن اعتقد أنه -صلى الله عليه وسلم- كتم شيئا مما أوحي إليه فقد اعتقد نقص الشريعة، وخيانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد روى البخاري عند تفسير قوله -تعالي- يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ .
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب، وهو يقول: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ .
وفي الصحيح أيضا عنها -رضي الله عنها- قالت: لو كان محمد -صلى الله عليه وسلم- كاتما شيئا من القرآن لكتم هذه الآية: وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ .
وقد أخبر الله -تعالى- أن وظيفته البلاغ، فقال -تعالى- إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ .
وقال -تعالى- مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ .
وحيث إنه -صلى الله عليه وسلم- قد أمر بالبيان والبلاغ، فإننا نعتقد أنه بلغ البلاغ المبين، وبين للناس ما نزل إليهم، كما أمره الله -تعالى- بذلك.
ومن قرأ سيرته، وسبر أخباره، عرف ما بذله من جهد في البلاغ والدعوة، حتى كان يعرض نفسه على القبائل في المواسم، فيقول: من يجيرني حتى أبلغ كلام ربي رواه أبو داود وغيره
ولما عرض عليه عمه أبو طالب أن يتوقف عن دعوة المشركين، قال: والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في شمالي، ما تركت هذا الأمر، حتى يظهره الله، أو أهلك دونه فكيف مع ذلك يظن أنه كتم شيئا من أمر الدين مداراة خوفا على الدعوة؟! فإن هذا ينافي كمال الدين.
وقد أخبر الله -تعالى- أنه أكمله بقوله -تعالى- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وشهد الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم- في حجته بقولهم: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فمن ظن هذا الكتمان فقد ظن به ظن السوء، فعليه التوبة من ذلك، واعتقاد أنه -صلى الله عليه وسلم- قد بلغ رسالة ربه كما أمر. والله أعلم.

line-bottom